الغزو من الداخل فظيعٌ جهلُ ما يجري وأفظعُ منه أنْ تدري وهل تدرينَ يا صنعا من المُستعمرِ السِّرِّي غُزاةٌ لا أشاهدهم وسيفُ الغزو في صَدري فقد يأتون تبغاً في سجائر لونُها يُغري وفي صدقاتٍ وحشيٍ يُؤنسِن وجهَهُ الصَّخري *** وفي أهدابِ أُنثى في مناديلِ الهوى القهري وفي سروالِ أستاذٍ وتحت عِمامةِ المُقري وفي أقراصِ منع الحمل وفي أنبوبةِ الحِبرِ وفي حريةِ الغثَيان وفي عبَثية العُمْرِ وفي عَود احتلالِ الأمس في تشكيلهِ العَصري وفي قنينة الويسكي وفي قارورةِ العِطرِ ويستَخْفُونَ في جلدي وينْسَلُّون من شِعري وفوق وجوهِهم وجهي وتحتَ خيولِهم ظهري غزاةُ اليوم كالطاعونِ يُخفى وهو يستشري يُحجِّرُ مولد الآتي يوشِّي الحاضر المُزري فظيعٌ جهلُ ما يجري وأفظعُ منه أن تدري * * * يمانيُّون في المنفى ومنفيُّون في اليمنِ جنوبيون في (صنعا) شماليون في (عدنِ) وكالأعمامِ والأخوالِ في الإصرار والوَهْنِ خطى أكتوبر انقلبَتْ حُزيرانيَّةُ الكَفَنِ ترقَّى العارُ من بيعٍ إلى بيعٍ بلا ثمنِ ومن مستعمرٍ غازٍ إلى مستعمرٍ وطني لماذا نحْنُ يا مربي ويا منفى بلا سكنِ بلا حلم...