مشروع المحدث
مشروع المحدث ] فهو سبحانه كما أخبر عن نفسه فوق مخلوقاته مستو على عرشه وقد عبر أهل السنة عن ذلك بأربع عبارات ومعناها واحد وقد ذكرها ابن القيم في النونية حيث قال : فلهم عبارات عليها أربع قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفع الذي ما فيه من نكران وكذاك قد صعد الذي هو رابع وأبو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره أدرى من الجهمي بالقرآن والأشعري يقول تفسير استوى بحقيقة استولى من البهتان [ ليس من البهتان بل هو تنزيه لله سبحانه : { ليس كمثله شيء } فإن مذهب الأشعرية لا يشتمل على إنكار الاستواء بل على تأويله تأويلا سائغا في مناهج المفسرين ومع أن من الأشاعرة من فسر الاستواء بالاستيلاء غير أن أبا الحسن الأشعري نفسه قال في الإبانة : وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال وقال : نقول إن الله عز و جل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال : الرحمن على العرش استوى وقال : لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها مشروع المحدث ] ( تنبيه ) وقع في بعض الكتب التي زعم مؤلفوها أنها على مذهب السلف عبارة باطلة وهي كما في رسالة نجاة الخلف في اعتقاد السلف قال : فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان قبل خلق المكان اه [ انظر كلام حجة الإسلام الإمام الغزالي ( ضمن كتب مشروع المحدث ) : ثم خلق الزمان والمكان وهو موافق للمكتشفات العلمية عن حقيقة الكون وأن الزمان هو مقياس للحركة ومن صفات الأجسام وقد انتقلت نظرية النسبية ( وأهم مبادئها هو أن مرور الزمان هو نسبي له علاقة بسرعة الحركة وقربها من سرعة الضوء وليس بمطلق ) من طور النظرية إلى طور الواقع بعد ثبوتها واقعيا في المخابر العلمية ( بمراقبة تصرف الألكترونات تحت سرعاتها الهائلة وتحليل انعكاسات الأشعة اللازرية على القمر وغيرها من التجارب ) فثبت بذلك أن مرور الزمان نسبي وليس بمطلق بل يتأثر بسرعة حركة الجسم وقرب تلك السرعة من سرعة الضوء . فثبت بذلك أن الزمان من خصائص الأجسام وصفاتها وأن قولهم خلق الزمان والمكان صحيح موافق للواقع مشروع المحدث ] وهذا إنما يقوله من لم يؤمن باستواء الرب على عرشه من المعطلة والحق أن يقال : إن الله تعالى كان وليس معه غيره ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ثم استوى على العرش وثم هنا للترتيب لا لمجرد العطف . قال ابن القيم في النونية : والله كان وليس شيء غيره ويرى البرية وهي ذو حدثان وقال غيره : قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه ومن علمه لم يخل في الأرض موضع ( 12 ) قوله : في سبعة مواضع : وقد بينها ابن عدوان في نظمه لهذه العقيدة فقال : وذكر استواء الله في كلماته على العرش في سبع مواضع فاعدد ففي سورة الأعراف ثمت يونس وفي الرعد مع طه فللعد أكد وفي سورة الفرقان ثمت سجدة كذا في الحديد افهمه فهم مؤيد ( 13 ) قال ابن رجب في شرح حديث جبريل وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى في الجنة قال : وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته فكان جزاؤه ذلك النظر إلى وجه الله عيانا في الآخرة اه (1/8) الإيمان بما وصف الرسول صلى الله عليه و سلم به ربه (1/9)
تعليقات
إرسال تعليق