فهي بارعة في إتقان أساليب الخداع والكذب والغدر والشك.


 

فهي بارعة في إتقان أساليب الخداع والكذب والغدر والشك.

 

يقول "ميكافلي" (على الأمير أن يتصرف كالحيوان عليه أن يقلد الثعلب والأسد في نفس الوقت).

 

بدليل ازدواجية أخلاق السياسي، فمن جهة يوحي التزامه بقيم المجتمع الأخلاقية، ومن جهة أخرى سلوكه يعكس السياسة الأخلاقية.

 

ففى الأولى يكسب ولاء الدهماء والسذج ومحيطه الاجتماعي الضيق، وفى الثانية يخدع أقرانه السياسيين للتحقيق أهدافه الخفية.

 

يقول فولتير: (ان الرغبة الملحة بالإدانة تختلق أدلة التجريم)، فالسياسة عندنا تتوافر غالبا على الإمكانات المادية المشبوهة ووسائل إعلامية مروضة لرفع شأن الحثالة من قاع المجتمع إلى قمته.

 

وتعتمد ببراعة ومكر كل السبل الغير أخلاقية لتشويه سمعة الأشخاص النبلاء لإسقاطهم سياسيا، كما تتعمد بكل وقاحة وانتقائية توظيف التراتبية الاجتماعية لخنق أي محاولة من الفئات في قاع السلم الاجتماعي لولوج أي منصب سياسي معتبر.

 

فالعمل السياسي المحترف في هذه الربوع يتطلب إجادة استخدام أساليب التضليل والشك والغدر والخداع والمراوقة لتحقيق الأهداف الإستراتجية المتباينة.

 

السياسة مسار خفي لتمرير الأفكار المتلبسة التي تحاكى عواطف المجتمع وتاريخه وتضعف صلاته وتحتكر بعض مكوناته وهذا للأسف ما أصاب بشكل جلي مجتمعنا بحالة اغتراب عن واقعه.

 

والأخطر من هذا كله هو قدرتها على هدم قناعات المجتمع على نحو تدريجي، فيرفض الفرد على نحو لاوعي محيطه الاجتماعي وانتماءه للدولة الأم.

 

وهو ما ينتج عنه انهيار الصلات الاجتماعية وعدم الحس بالوطنية وتتفتت وحدة المجتمع ويفقد الثقة في السياسة والسياسيين وهو ما نعيشه الآن بشكل واضح.

 

فالأفكار و تباين الأهداف والأساليب تزيد حدة التناحر الفكري في المجتمع ليتحول مع مر الزمن إلى صراع عنيف وهو ما لا نرجوه، فيفسر الأخر التخلي عن أفكاره وقناعاته المغايرة.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية