العلمانيّة العلمانيّة (بالإنجليزيّة: Secularism) هي عبارة عن مجموعةٍ من المُعتقدات التي تُشير إلى أنّه لا يجوز أن يُشارك الدين في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة للدول،[١] وتُعرَّف العلمانيّة بأنّها النظام الفلسفيّ الاجتماعيّ أو السياسيّ الذي يَرفض كافة الأشكال الدينيّة؛ من خلال فصل المسائل السياسيّة عن عناصر الدين،[٢] ومن تعريفاتها أيضاً هي الآراء التي تسعى إلى استبعاد الأُسس الدينيّة عن كافة الشؤون المحليّة المدنيّة للدول.[٣] نشأة العلمانيّة ظهرت
العلمانيّة العلمانيّة (بالإنجليزيّة: Secularism) هي عبارة عن مجموعةٍ من المُعتقدات التي تُشير إلى أنّه لا يجوز أن يُشارك الدين في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة للدول،[١] وتُعرَّف العلمانيّة بأنّها النظام الفلسفيّ الاجتماعيّ أو السياسيّ الذي يَرفض كافة الأشكال الدينيّة؛ من خلال فصل المسائل السياسيّة عن عناصر الدين،[٢] ومن تعريفاتها أيضاً هي الآراء التي تسعى إلى استبعاد الأُسس الدينيّة عن كافة الشؤون المحليّة المدنيّة للدول.[٣] نشأة العلمانيّة ظهرت العلمانيّة في أوروبا وأثّرت على العَديد من المجالات السياسيّة، والدينيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة ممّا ساهم في تطوّرها بالتدريج، وتَعود بِدايات العلمانيّة إلى ظُهور الصّراع بين الكنيسة والعلوم؛ إذ تبنّت المُؤسّسة الكنسيّة مَجموعةَ من النظريّات العلميّة القديمة، ومن ثمّ ربطتها مع الدين، وعند تطوّر العلوم ظهر أنّ الكثير من أفكار الكنيسة غير صحيحة، ممّا أدى إلى اندلاع حرب بين العلماء والمُفكّرين من جهة، والكنيسة من جهة أخرى.[٤] في القرن السابع عشر للميلاد تمّ تعزيز أفكار العلمانيّة بعد ظهور الحاجة إلى فصل الدولة عن الكنيسة في أوروبا؛ بسبب انتشار التأثير الكنسيّ على كلٍّ من السياسة والاقتصاد، إضافةً إلى ظهور العديد من التأثيرات السلبيّة الناتجة عن الحروب بين الطوائف المسيحيّة الأوروبيّة، والتحدّي الواضح بين العِلم والمَعارف الدينيّة، وفي نهايات القرن العشرين للميلاد أصبحت العلمانيّة من المُصطلحات والنُظم الفكريّة المُنتشرة على نطاقٍ واسع.[٥] انتشار العلمانيّة انتَشرت السياسة العلمانيّة في العَديد من دول العالم عبر التاريخ، فظهرت أوّل أفكارها في فرنسا في عام 1879م، وأصبح غالبيّة أعضاء البرلمان الفرنسيّ من العلمانيين، وتمّ الاعتماد على التشريعات المدنيّة بدلاً من التشريعات الكنسيّة للحدِّ من تدخّل الكَنيسة في شؤون الدولة، ومن ثمّ ظَهرت العِلمانيّة في إسبانيا في ظلِّ الحُكم الجُمهوريّ في الفترة الزمنيّة بين سنوات 1868م - 1876م، وفي منتصف القرن التاسع عشر للميلاد أصبحت المكسيك أوّل دولة في قارة أمريكا تُعلن عن تطبيقها لعلمانيّة الدولة، وأيضاً انتشرت السياسة العلمانيّة في تركيا مع حُكم أتاتورك لها، ولم تقتصر العلمانيّة على الدول الغربيّة فقط، بل وَصلت أفكارها إلى العالم العربيّ، ممّا أدى إلى ظهور العلمانيّة العربيّة التي دعت إلى اعتماد قوميّة تعتمد على اللغة بدلاً من الدين، وتسود فيها القيم الإنسانيّة لا الدينيّة.[٦] مراحل العلمانيّة مرّت العلمانيّة بمرحلتين هما:[٧] مرحلة العلمانيّة المعتدلة: هي المرحلة التي ظَهرت في الفترة الزمنيّة بين القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد، واعتبرت أنّ الدين من الأمور الخاصّة في الأشخاص، وأنّ سلطة الدولة تكون مُطبّقة ضمن حدودها، ولكن يجب أن توفّر حمايةً للكنيسة، وخصوصاً في إطار جباية الضرائب، واعتمد التفكير العلمانيّ في المرحلة المُعتدلة على تأكيدِ الفصل بين الكنيسة والدولة؛ إلّا إنّه لم يتجاوز كلّ القيم الدينيّة المسيحيّة، ولكن ظهرت مجموعة من المطالب سعت إلى إخضاع التعاليم المسيحيّة للعقل، والمبادئ الطبيعيّة، ومن أشهر دعاة هذه المرحلة العلمانيّة فولتير، وبيكون، وجان جاك روسو، وديكارت. مرحلة العلمانيّة الماديّة: هي المرحلة الثانية من مراحل العلمانيّة، وأُطلق عليها أيضاً مسمى الثورة العلمانيّة، وظهرت في الفترة الزمنيّة من القرن التاسع عشر للميلاد وما بعده، واعتمدت هذه المرحلة من العلمانيّة على تطبيق إلغاء كليّ للدين، وليس فقط الفصل بين الدولة والدين كما في المرحلة العلمانيّة الأولى، وتمّ اعتبار أنّ الأشياء المحسوسة هي الموجودة بشكل حقيقيّ، والدافع من خلال هذه المرحلة هو السيطرة على سلطة الدولة، مع عدم وجود أيّ تساوٍ مع سلطة الكنيسة، ومن أشهر الدعاة لهذه المرحلة كارل ماركس، وهيجيل. مبادئ العلمانيّة إنّ العلمانيّة بصِفتها من الأفكار السياسيّة والاجتماعيّة تتكون من مجموعة مبادئ منها:[٨] السعي إلى الاتفاق مع العلوم. الاهتمام في تَحقيق الانفصال بين شؤون الأديان والدول. قطع العلاقات بين المجتمعات والدين. تطبيق كافة الأفكار والمُكوّنات الصناعيّة المُعتمدة على صناعة الإنسان لها. خصائص العلمانيّة يعتمد الفكر العلمانيّ على العديد من الخصائص هي:[٨] إضعاف المشاعر الدينيّة عند الأفراد؛ إذ أصبحت كافة المنشآت الاجتماعيّة ضمن المجتمعات العلمانيّة بعيدةً عن أيّ تأثيرات دينيّة. تسريع عملية انتشار العلمنة؛ من خلال السعي إلى تطبيق المنطق والحكمة والذكاء للتأثير على مشاعر الأفراد. تعزيز دور الفضول؛ إذ تسعى العلمانيّة إلى البحث عن تفسيرات للقضايا المختلفة. الاعتماد على التوقّعات المزاجيّة، والابتعاد عن الفتاوى الدينيّة. تناقضات العلمانيّة أظهرت العلمانيّة الكثير من التناقضات بينها وبين المبادئ والأفكار الخاصة بها، وفيما يأتي مجموعة من أهم التناقضات الخاصة في العلمانيّة:[٩] ارتباط الاستعمار مع العلمانيّة؛ إذ شهد العصر الذي انتشرت فيه الأفكار العلمانيّة سرقة لثروات الدول والشعوب، من خلال حصول الدول الاستعماريّة الأوروبيّة على هذه الثروات من الدول التي استعمرتها. اعتمد ظهور الحضارة العلمانيّة على العديد من الحروب، من أشهرها الحرب العالميّة الأولى، والحرب العالميّة الثانيّة، ممّا أدى إلى ظهور تناقض واضح بين آراء دعاة العلمانيّة، وحقيقتها التي ظهرت في الواقع. ساهمت العلمانيّة في ظهور العديد من الحركات الفكريّة، مثل الشيوعيّة، والنازيّة، والفاشيّة ممّا أدى إلى تعزيز التناقض بين العلمانيّة والمبادئ التي تُنادي بها. مخاطر العلمانيّة ظهرت من خلال العلمانيّة؛ وخصوصاً المُعاصرة منها العديد من المخاطر المؤثرة على المجتمعات البشريّة، ومن أهم هذه المخاطر:[٩] عدم الوضوح والتخفي؛ إذ أصبحت العلمانيّة تجد مكاناً لها ضمن العَديد من الكتابات، والمؤلّفات التي تستخدم لغة العلم المُتميّزة بالقوّة والعصريّة. تأثّر الكثير من الأفراد بالعلمانيّة؛ وخصوصاً الذين يهتمّون بمُتابعة القضايا الفكريّة المَطروحة بشكلٍ دائم. استخدام العلمانيّة لوسائل الإعلام؛ فأصبحت الأدوات الإعلاميّة من أهمّ الأسلحة في يد العلمانيّة؛ لأنّ الإعلام يُساهم في التأثير على الرأي العام عند الأفراد، وخصوصاً مع ظهور التطوّر التكنولوجيّ الّذي سهّل انتشار المعلومات والأخبار بشكل سريع بين الناس. المراجع ↑
تعليقات
إرسال تعليق