جارة الوادي القصيدة امير الشعراء احمد شوقي

شَيّعـتُ أَحْـلامـي بقلـبٍ بـاكِولَمَحتُ من طُرُق المِـلاحِ شِباكـيورجـعـتُ أَدراجَ الشبـاب ووِرْدَهأَمشي مكانَهمـا علـى الأَشـواكِوبجـانبِـي واهٍ كـأَن خُفـوقَـهلَمـا تلفَّـتَ جَهْشَـةُ المُتبـاكـيشاكِي السلاحِ إذا خـلا بضلوعـهفإذا أُهيـبَ بـه فليـس بـشـاكِقد راعـه أَنـي طوَيْـتُ حبائلـيمن بعـد طـول تنـاولٍ وفكـاكِوَيْحَ ابنِ جَنْبـي ؟ كلُّ غايـةِ لـذَّةٍبعـدَ الشبـابِ عـزيـزةُ الإدراكِلـم تَبـقَ منَّا ، يا فـؤادُ ، بقيّـةٌلـفـتـوّةٍ ، أَو فَضلـةٌ لـعِـراكِكنا إذا صفَّقْـتَ نستبـق الـهوىونَشُـدُّ شَـدَّ العُصبـةِ الـفُتَّـاكِواليومَ تبعـث فـيّ حيـن تَهُزُّنـيمـا يبعـث الناقـوسُ فِي النُّسّـاكِ

****

يا جارةَ الوادي ، طَرِبْـتُ وعادنـيما يشبـهُ الأَحـلامَ مـن ذكـراكِمَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى هَواكِ وفِي الكَرَىوالذِّكرياتُ صَدَى السّنينَ الحَاكـيولقد مررتُ على الريـاض برَبْـوَةٍغَـنَّـاءَ كنـتُ حِيالَهـا أَلقـاكِضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـاووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِفذهبتُ فِي الأَيـام أَذكـر رَفْرَفـاًبيـن الجـداولِ والعيـونِ حَـواكِأَذكَرْتِ هَرْوَلَةَ الصبابـةِ والـهوىلـما خَطَـرْتِ يُقبِّـلان خُطـاكِ ؟لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الـهوىحتـى ترفَّـق ساعـدي فطـواكِوتأَوَّدَتْ أَعطـافُ بانِك فِي يـديواحـمرّ مـن خَفَرَيْهمـا خـدّاكِودخَلْتُ فِي ليلين: فَرْعِك والدُّجـىولثمـتُ كالصّبـح المنـوِّرِ فـاكِووجدْتُ فِي كُنْهِ الجوانـحِ نَشْـوَةًمن طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَـاكِوتعطَّلَتْ لغـةُ الكـلامِ وخاطبَـتْعَيْنَـيَّ فِي لُغَـة الـهَوى عينـاكِومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ من خاطـريونَسِيـتُ كلَّ تَعاتُـبٍ وتَشاكـيلا أَمسِ من عمرِ الزمـان ولا غَـدجُمِع الزمانُ فكـان يـومَ رِضـاكِ

***

لُبنانُ ، ردّتنـي إليكَ مـن النـوىأَقـدارُ سَـيْـرٍ للـحـيـاةِ دَرَاكِجمعَتْ نزيلَيْ ظَهرِهـا مـن فُرقـةٍكُـرَةٌ وراءَ صَـوالـجِ الأَفــلاكِنـمشي عليها فوقَ كـلِّ فجـاءَةكالطير فـوقَ مَكامِـنِ الأَشـراكِولو أَنّ بالشوق الـمزارُ وجدتنـيمُلْقي الرحالِ على ثَـراك الذاكـي

***

بِنْـتَ البِقـاع وأُمَّ بَـرَ دُونِـيِّـهاطِيبي كجِلَّـقَ ، واسكنـي بَـرداكِودِمَشْقُ جَنَّـاتُ النعيـم ،وإنـماأَلفَيْـتُ سُـدَّةَ عَـدْنِهِـنَّ رُبـاكِقَسَماً لو انتمت الـجداول والرُّبـالتهلَّـل الفـردوسُ ، ثـمَّ نَمـاكِمَـرْآكِ مَـرْآه وَعَيْنُـكِ عَيْـنُـهلِـمْ يا زُحَيْلـةُ لا يكـون أَبـاكِ ؟تلـك الكُـرومُ بقيَّـةٌ مـن بابـلٍهَيْهَـاتَ! نَسَّـى البابلـيَّ جَنـاكِتُبْدِي كَوَشْيِ الفُرْسِ أَفْتَـنَ صِبْغـةٍللناظـريـن إلـى أَلَـذِّ حِـيـاكِخَرَزاتِ مِسْكٍ ، أَو عُقودَ الكهربـاأُودِعْـنَ كافـوراً مـن الأَسـلاكِفكَّرْتُ فِي لَبَـنِ الجِنـانِ وخمرِهـالـما رأَيْتُ الـماءَ مَـسَّ طِـلاكِلـم أَنْسَ من هِبَةِ الزمـانِ عَشِيَّـةًسَلَفَتْ بظلِّـكِ وانقضَـتْ بِـذَراكِكُنتِ العروسَ على مِنصَّة جِنْحِـهالُبنانُ فِي الوَشْـيِ الكريـم جَـلاكِيـمشي إليكِ اللّحظُ فِي الديباج أَوفِي العاج من أَي الشِّعـابِ أَتـاكِضَمَّـتْ ذراعيْـها الطبيعـةُ رِقَّـةًصِنِّيـنَ والحَـرَمُـونَ فاحتضنـاكِوالبـدرُ فِي ثَبَـج السمـاءِ مُنَـوِّرٌسالت حُلاه على الثـرى وحُـلاكِوالنيِّـرات مـن السحـاب مُطِلَّـةٌكالغِيـد من سِتْـرٍ ومـن شُبّـاكِ

وكأَنَّ كـلَّ ذُؤابـةٍ مـن شاهِـقٍ ** ركنُ الـمجرَّةِ أَو جـدارُ سِمـاكِ

سكنَتْ نواحـي الليـلِ ، إلا أَنَّـةًفِي الأَيْكِ، أَو وَتَر اًشَجِـيَّ حَـراكِشرفاً ، عروسَ الأَرْز ، كلُّ خريـدةٍتـحتَ السماءِ من البـلاد فِـداكِرَكَـز البيـانُ علـى ذراك لـواءَهومشى ملـوكُ الشعـر فِي مَغنـاكِأُدباؤكِ الزُّهرُ الشمـوسُ ، ولا أَرىأَرضاً تَمَخَّضُ بالشمـوس سِـواكِمن كـلّ أَرْوَعَ علْمُـه فِي شعـرهويراعـه مـن خُلْقـه بـمِـلاكِجمع القصائـدَ من رُبـاكِ ، وربّمـاسرق الشمائلَ مـن نسيـم صَبـاكِموسى ببابكِ فِي الـمكارم والعـلاوعَصاه فِي سحـر البيـانِ عَصـاكِأَحْلَلْتِ شعري منكِ فِي عُليا الـذُّراوجَمـعْـتِـه بـروايـة الأَمـلاكِإن تُكرمي يا زَحْلُ شعـري إننـيأَنكـرْتُ كـلَّ قَـصـيـدَةٍ إلاَّكِأَنتِ الخيـالُ : بديعُـهُ ، وغريبُـهاللهُ صـاغـك ، والـزمـانُ رَواكِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية