7-وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أ
27-وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ يقول تعالى مخبرا عن إبراهيم أنه آمن له لوط يقال أن ابن أخي ابرهيم يقولون هو لوط بن هاران بن آزر يعني ولم يؤمن به من قومه سواه وسارة امرأة إبراهيم الخليل لكن يقال كيف الجمع بين هذه الآية وبين الحديث الوارد في الصحيح « خ3357 م2371 » أن إبراهيم حين مر على ذلك الجبار فسأل إبراهيم عن سارة ما هي منه فقال أختي ثم جاء إليها فقال لها إني قد قلت له إنك أختي فلا تكذبني فإنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى وغيرك فأنت أختي في الدين وكأن المراد من هذا والله أعلم أنه ليس على وجه الأرض زوجان على الإسلام غيرى وغيرك فإن لوطا عليه السلام آمن به من قومه وهاجر معه إلى بلاد الشام ثم أرسل في حياة الخليل إلى أهل سدوم وأقام بها وكان من أمرهم ما تقدم وما سيأتيوقوله تعالى « وقال إني مهاجر إلى ربي » يحتمل عود الضمير في قوله « وقال » على لوط لأنه هو أقرب المذكورين ويحتمل عوده إلى إبراهيم قاله ابن عباس والضحاك وهو المكنى عنه بقوله « فآمن له لوط » أي من قومه ثم أخبر عنه بأنه اختار المهاجرة من بين أظهرهم ابتغاء إظهار الدين والتمكن من ذلك وهكذا قال « إنه هو العزيز الحكيم » أي له العزة ولرسوله والمؤمنين به الحكيم في أقواله وأفعاله وأحكامه القدرية والشرعية وقال قتادة هاجرا جميعا من كوثي وهى من سواد الكوفة إلى الشام قال وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال انها ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها حتى تلفضهم وتقذرهم روح الله عز وجل وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا وتأكل ما سقط منهم وقد أسند الإمام أحمد هذا الحديث فرواه مطولا « 2/198 » من حديثعبد الله بن عمرو بن العاص قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب قال لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه نوف البكالي فجئته إذ جاء رجل فانتبذ الناس وعليه خميصة فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فلما راه نوف أمسك عن الحديث فقال عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون هجرة بعد هجرة فينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها فتلفظهم ارضهم تقذرهم نفس الرحمن تحشرهم النار مع القردة والخنازير فتبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا وتأكل من تخلف منهم قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع حتى عدها زيادة على عشرين مرة كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال في بقيتهم ورواه الإمام أحمد « 2/209 » عن أبي داود عبد الصمد كلاهما عن هشام الدستوائي عن قتادة به وقد رواه أبو داود في سنته « 2482 » فقال في كتاب الجهاد « باب ما جاء في سكنى الشام » حدثنا عبيدالله بن عمر حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن شهر بن بن حوشب عن عبد الله بن عمر وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستكون هجرة بعد هجرة وينحاز أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضهم وتقذرهم نفس الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير وقال الإمام « 2/84 » حدثنا يزيد أخبرنا أبو جناب يحيى بن أبي حية عن شهر بن حوشب قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول لقد رأيتنا وما صاحب الدينار والدرهم بأحق من أخيه المسلم ثم لقد رأيتنا بآخرة الآن والدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر وتبايعتم بالعينة وتركتم الجهاد في سبيل الله ليلزمنكم الله مذلة في اعناقكم لا تنزع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه وتتويوا إلى الله تعالى وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتكونن هجرة بعد هجرة إلى ماجر أبيكم إبراهيم حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها وتلفظهم أرضوهم وتقذرهم روح الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقيل معهم حيث يقيلون وتبيت معهم حيث يبيتون وما سقط منهم فلها ولقد سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم من أمتي يسيئون الأعمال يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم قال يزيد لا أعلمه إلا قال يحقرأحدكم علمه مع علمهم يقتلون أهل الإسلام فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم كلما طلع منهم قرن قطعه الله فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع وقال الحافظ أبو بكر البيهقي حدثنا أبو الحسن بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو النضر إسحق بن إبراهيم بن يزيد وهشام بن عمار الدمشقيان قالا حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الأوزاعي عن نافع وقال أبو النضر عمن حدثه عن نافع عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيهاجر أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى إلا شرار أهلها تلفظهم الأرضون وتقذرهم روح الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا لها ما سقط منهم غريب من حديث نافع والظاهر أن الأوزاعي قد رواه عن شيخ له من الضعفاء والله اعلم وروايته من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أقرب إلى الحفظ وقوله تعالى « ووهبنا له إسحق ويعقوب » كقوله « فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا » أي أنه لما فارق قومه أقر الله عينه بوجود ولد صالح نبي وولد له ولد صالح نبي في حياة جده وكذلك قال تعالى « ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة » أي زيادة كم قال تعالى « فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب » أي يولد لهذا الولد ولد في حياتكما تقر به أعينكما وكون يعقوب ولد لإسحاق نص عليه القرآن وثبتت به السنة النبوية قال الله تعالى « أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا » الآية وفي الصحيحين « خ3382 » إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام فأما ما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله « ووهبنا له إسحاق ويعقوب » قال هما ولدا إبراهيم فمعناه أن ولد الولد بمنزلة الولد فإن هذا الأمر لا يكاد يخفى على من هو دون ابن عباس وقوله تعالى « وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب » هذه خلعة سنية عظيمة مع اتخاذ الله إياه خليلا وجعله للناس إماما أن جعل في ذريته النبوة والكتاب فلم يوجد نبي بعد إبراهيم عليه السلام إلا وهو من سلالته فجميع أنبياء بني إسرائيل من سلالة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم حتى كان آخرهم عيسى بن مريم فقام في ملئهم مبشرا بالنبي العربي القرشي الهاشمي خاتم الرسل على الإطلاق وسيدولد آدم في الدنيا والآخرة الذى اصطفاه الله من صميم العرب العرباء من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ولم يوجد نبي من سلالة إسماعيل سواه عليه أفضل الصلاة والسلام وقوله « واتيناه اجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين » أي جمع الله له بين سعادة الدنيا الموصولة بسعادة الآخرة فكان له في الدنيا الرزق الواسع الهنئ والمنزل الرحب والمورد العذب والزوجة الحسنة الصالحة والثناء الجميل والذكر الحسن وكل أحد يحبه ويتولاه كما قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم مع القيام بطاعة الله من جميع الوجوه كما قال تعالى « وإبراهيم الذي وفى » أي قام بجميع ما أمر به وكمل طاعة ربه ولهذا قال تعالى « وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين » وكما قال تعالى « إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين » إلى قوله « وإنه في الآخرة لمن الصالحين »
تعليقات
إرسال تعليق