لعبسية كما هو الحالي الجناح الجنوبي من تهامة والذي تبسط عليه نفوذها قبيلة الزرانيق والجناح الشمالي الذي تبسيط عليه نفوذها قبيلة صليل والواعظات وجميعها ح وقعا بها لعدم تقديرهما لقوة قبيلة القحري المشهورة ببأسها وسطوتها وعزة جانبها وأنهم عرب سنيون لايميلون إلى الإمام ويكرهون الانجليز لأنهم ضربوا الحديدة ودمروها وقتلوا مئات من أهلها وقطعوا فوق ذلك موارد المعيشة مدة عنهم.

والعبسية

كما هو الحالي الجناح الجنوبي من تهامة والذي تبسط عليه نفوذها قبيلة الزرانيق

والجناح الشمالي الذي تبسيط عليه نفوذها قبيلة صليل والواعظات وجميعها  ح وقعا بها لعدم تقديرهما لقوة قبيلة القحري المشهورة ببأسها وسطوتها وعزة جانبها وأنهم عرب سنيون لايميلون إلى الإمام ويكرهون الانجليز لأنهم ضربوا الحديدة ودمروها وقتلوا مئات من أهلها وقطعوا فوق ذلك موارد المعيشة مدة عنهم.

ناهيك عما عملوا به هم ورجالات تهامة عن أسرار مهمة البعثة رغم ماأحاطها من تكتم وتخريج استخباري وهو مايجعل للحادثة أهميتها التي معها تناولتها كل وكالات الأنباء العالمية وحينها جن جنون إمام صنعاء الذي هدد قبيلة القحري بالإعدام والإبادة ولم تكن رد الفعل البريطاني أقل من ذلك فاستنفروا جميعاً أتباعهم وجواسيسهم فتم تكليف ضابط سياسي بريطاني كبير بالأنتقال إلى الحديدة ومعه الأموال لشراء الذمم وقام الحاكم السياسي لدولة بريطانيا العظمى بالحديدة الدكتور أستيل والقائد العسكري للقوات البريطانية بالحديدة بالضغط على تجار الحديدة وتوقيعهم على رسائل الأعيان ومشائح تهامة وساداتها المناصيب للتدخل لإطلاق البعثة فوجهت رسالة للمنصب عبدالقادر بن أحمد محمد عبدالباري الأهدل منصب المراوعة والمنطقة الوسطى في تهامة كما وجهت رسالة إلى منصب المنيرة مع توصية من الإمام الأدريسي بالمخلاف السليماني للتوسط لإطلاق البعثة.

أما إمام صنعاء فارسل الوالي العثماني السابق على اليمن محمود نديم بك المعروف بمكره وخداعه وأعطاه مبلغ «أربعة عشر ألف جنيه» ليستعين بها على إطلاق البعثة بالتنسيق مع أبي هادي ابن الشيخ يحيى حميده عميل الإمام بباجل والورقة المحروقة في المعادلة وهو مازاد في حرج موقف محمود نديم بك والذي تعرض لإهانات جسيمة على أيدي مشائخ القحري سيما وقبايل تهامة كانت لها حروب عديدة مع الاحتلال العثماني بقيادة شيخ مقاومة الاحتلال التركي الفدائي الجسور حسن طاهر رضوان الذي وصفه المؤرخ إسماعيل الوشلي التهامي بالشيخ الكامل دو الجنان القوي الذي لايهاب الموت ولايخاف الفوت وكذلك شيخ الزرانيق الشهير أحمد فتيني جنيد قائد حرب العصابات ضد العثمانين والذي زلزل الأرض من تحت أقدامهم وعجل في إجلائهم،

وإزاء كل الوساطات والدسائس المكشوفة والمستترة واختلاط الأوراق يورد الكولنيل جيكوب في كتابه الأنف الذكر ومذكراته وتقاريره أن منصب المراوعة القطب الصوفي السيد عبدالقادر لم تكن وساطته الإشكلية وغير جادة لأنه كان خائفاً من مجيء الأمام إلى وسط تهامة بعد أن ساد فيها نفوذه وعظم مركزه الروحي بين سكانها مدة طويلة إلى أن يصل في تحليله إلى أن منصب المراوعة كان يعمل سراً على إعاقة البعثة وأنا أوافقه على ذلك سيما وما كانت تقوم به قبيلتنا العبسية حينها من هجمات على القوات البريطانية بالحديدة ليس بمعزل عن بيت الأهدل بالمراوعة المعروفين قديماً وحاضراً بتاريخهم النضالي..

أما منصب المنيرة السيد محمد بن يحيى الأهدل فيعتبر جيكوب تحركه بالوساطة كان شكلياً بإيعاز من الأمام الأدريسي الذي كان يؤيد أسر البعثة كونه المنافس القوي للأمام يحيى في السيطرة على تهامة ولاتكاد تنتهي تشكيكات جيكوب في كل الوسطاء من تهامة لإطلاق البعثة حتى وصل تشكيكه إلى أبي هادي عميل الأمام يحيى في باجل كونه من أبناء القحري وأبوه الشيخ يحيى حميده وأسلافه كانت لهم طموحات حسب ما أورده جيكوب في تدويناته ونحن نرى أن جيكوب محق في كل تحليلاته هذه لأن جميع أهل تهامة لما الفوه من حرية في فضاءت وديانها وسواحلها كانوا لايريدون الأمام يحيى المتسلط لما كان يبديه من تعصب مذهبي وسلالية وعصبية لتولي الوظائف العامة والقيادية ونهم على الجباية والأوتاوات والحطاط وسبي الأطفال رهائن لديه للضمان القصري على الولاء له ناهيك أن الأمام يحيى في صلح دعان 1191م لم يطالب باستقلال لواء الحديدة وعسير ضمن إتفاقه مع الأتراك على قيام مملكته الدينية المذهبية مكتفياً بلواء صنعاء وتعز حينها

دون لواء الحديدة ولواء عسير اللواءان اللذان أعتبرهما على غير مذهبه رغم أنهما كانا جزءاً مكملاً لليمن في جهته الشمالية إضافة إلى تسليمه للبريطانين ماتبقى من الشطر الجنوبي جهة الضالع وجحاف والشعيب والشعار والجليلة والحواشب والصبيحة وكل هذه التعقيدات في خلفية الحادثة وظروفها تؤكد أن قبيلة القحري قامت بعملية أسر البعثة لمصالح عامة ومصيرية لذا كانت شديدة الوضوح والحساسية إزاء كل العروض والإغراءات المادية فقد أوضح الكولنيل جيكوب في كتابه الآنف ذكره أن قبيلة القحري فوضت الناطقين باسمها الشيخ يحيى علي مزارية والشيخ محمد زيد برفض الوساطات والتهديدات والإغراءات المادية حتى المبلغ المعروض من الحكومة البريطانية والبالغ خمسون ألف جنيه كفدية لفك أسر البعثة وهو ما أكده الكولنيل جيكوب نفسه بالقول بأنه حاول أقناع قبيلة القحري بأنهم سيصبحون أغنياء بذلك المبلغ إلا أنهم نفضوا أيديهم عن استلام الرشوة قائلين «نحن لانريد شيئاً من نقودكم القذرة وأموالكم المحرمة».
«we want none of your fifthy lucre»

وأمام هذا الموقف الصلب والشجاع لقبيلة القحري المؤيد شعبياً حاولت بريطانيا العظمى إرهاب سكان باجل والمناطق القريبة منها وجس منطق القوة معهم فقامت الطائرات البريطانية من قاعدتها في جزيرة كمران بالتحليق فوق باجل والقرى التهامية وحسب إفادة جيكوب حلقت إحدى الطائرات على رؤوس المتسوقين في سوق باجل الأسبوعي والذي يحضره أبناء قبيلة القحري والعبسية والجرابح المسلحين فما كان منهم إلا أن أطلقوا فوراً من بنادقهم الشخصية النار على تلك الطائرة والتي تبين بعد ذلك اصابتها بعطب في أحد محركاتها ثم توجهوا إلى المكان المحتجزة فيه البعثة وأمطروه بالرصاص وتحطمت النوافذ وتناثرت الطلقات في كل مكان وكاد يقتل الضابط جاك الذي كانوا يطلقون عليه لقب ابن أخت الملك جورج الخامس بل كاد تقتل قيادة البعثة جميعاً لولا تدخل المشائخ والوجهاء والسادة الذين حضروا على عجل وبعض أجسادهم عارية لأسباب دينية وأخلاقية وإنسانية لا تجوز المس بالأسير.

حينها أدرك التاج الملكي البريطاني وبعد أربعة أشهر من المباحثات والأسر أن قبيلة القحري لم تكن قاطعة طريق وإنما كانت تقوم بعمل سياسي جاد للدفاع عن حرية وكرامة الناس في تهامة ومنحهم الاستقلال ومنع ضمهم التآمري والقصري لإمام صنعاء المذهبي والسلالي المتعصب أو إمام المخلاف السليماني الأدرسي الذي يحمل نفس برنامج الإمام يحيى المعاكس.

وقد أورد مؤرخ الإمام يحيى القاضي عبدالكريم مطهر في كتاب سيرة الإمام يحيى محمد حميد الدين المحقق من قبل أ.د محمد صالحيه نقلاً عن الوثائق البريطانية حقيقة رفض قبيلة القحري للخمسين الألف جنيه المقدمة من بريطانيا رشوة وكذلك مطالبتهم بالاستقلال وتعهد بريطانيا بعدم أخضاعهم والحاقهم بدولة الإمام يحيى أو الأدرسي إضافة إلى التعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم بسبب مهاجمة بلادهم في باجل ومصالحهم في الحديدة بالطائرات والمدافع ودفع الديات والتعويضات، وهكذا أذعن البريطانيون لمطالب قبيلة القحرى المعبرة عن مصالح أبناء تهامة وإبرم الإتفاق وفقاً لشروطهم وعودة البعثة من حيث أتت خالية الوفاض نتيجة للعزة والشجاعة والثبات الجهادي الذي أبدوه أمام تهديدات وجبروت طائرات وقوات أكبر قوة استعمارية في العالم

ولعل ذلك كله كان تصديقاً لقوله تعالى في أهل تهامة الأشاعرة أحفاد أبوموسى الأشعري «ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم» صدق الله العظيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية