القرآن الكريم
25-فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
يقول تعالى منكرا على اليهود والنصارى المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم اللذين بأيديهم وهما التوراة والإنجيل وإذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله فيما أمرهم به فيهما من إتباع محمد صلى الله عليه وسلم تولوا وهم معرضون عنهما وهذا في غاية ما يكون من ذمهم والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد ثم قال تعالى « ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات » أي إنما حملهم وجرأهم على مخالفة الحق افتراؤهم على الله فيما ادعوه لأنفسهم أنهم إنما يعذبون في النار سبعة أيام عن كل ألف سنة في الدنيا يوما وقد تقدم تفسير ذلك في سورة البقرة ثم قال تعالى « وغرهم فيدينهم ما كانوا يفترون » أي ثبتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم من زعمهم أن النار لا تسمهم بذنوبهم إلا أياما معدودات وهم الذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم واختلفوا ولم ينزل الله به سلطانا قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا « فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه » أي كيف يكون حالهم وقد افتروا على الله وكذبوا رسله وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والله تعالى سائلهم عن ذلك كله وحاكم عليهم ومجازيهم به ولهذا قال تعالى « فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه » أي لا شك في وقوعه وكونه « ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون »
تعليقات
إرسال تعليق