4-مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ

مقدمة تفسير سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم وهي مدنية لأن صدرها إلى ثلاث وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة كما سيأتي بيان ذلك عند تفسير آية المباهلة منها إن شاء الله تعالى وقد ذكرنا ما ورد في فضلها مع سورة البقرة أول تفسير-البقرة وقد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » و « الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم » عند تفسير آية الكرسي وقد تقدم الكلام على قوله « الم » في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته وتقدم أيضا الكلام على قوله « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » في تفسير آية الكرسي وقوله تعالى « نزل عليك الكتاب بالحق » يعني نزل عليك القرآن يا محمد بالحق أي لا شك فيه ولا ريب بل هو منزلمن عند الله أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وقوله « مصدقا لما بين يديه » أي من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله والأنبياء فهي تصدقه بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقوله « وأنزل التوراة » أي على موسى بن عمران « والإنجيل » أي على عيسى ابن مريم عليهما السلام « من قبل » أي من قبل هذا القرآن « هدى للناس » أي في زمانهما « وأنزل الفرقان » وهو الفارق بين الهدى والضلال والحق والباطل والغي والرشاد بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات والدلائل الواضحات والبراهين القاطعات ويبينه ويوضحه ويفسره ويقرره ويرشده إليه وينبه عليه من ذلك وقال قتادة والربيع بن أنس الفرقان هاهنا القرآن وأختار ابن جرير أنه مصدر هاهنا لتقدم ذكر القرآن في قوله « نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه » وهو القرآن وأما ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي صالح أن المراد بالفرقان هاهنا التوراة فضعيف أيضا لتقدم ذكر التوراة والله أعلم وقوله تعالى « إن الذين كفروا بآيات الله » أي جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل « لهم عذاب شديد » أي يوم القيامة « والله عزيز » أي منيع الجناب عظيم السلطان « ذو إنتقام » أي ممن كذب بآياته وخالف رسله الكرام وأنبيائه العظام


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية