الشاعر والمفكر عبد الله البردوني اعترافٌ بلا توبة
إنْ يـَدَّعِ العلـمَ فـلا فِريـةٌ
فالـصِّـدقُ كــلُّ الـصِّـدقِ فيـمـا ادَّعــى
لكـنَّ سـرَّ العلـم فـي نفسِـه
كالعسـل الصـافـي خبـيـثُ الـوِعـا
* * *
يـقـول: شيـطـانٌ وشيطـانـةٌ
دعــتْ فـلـبَّـى أو هَـفَــتْ إذ دَعـــا
ولــم يـقــل: إلـــفٌ ومـألـوفـةٌ
تجـمَّـعـا سـبـحـانَ مـــن جـمـعـا
* * *
لأنـنــي استحـلـيـتُ أُمـسـيَّـةً
يَـردُّنــي عـــن درسِـــه مُـوجَـعَــا
إن كـنــتُ ألـقــى نـــادراً حـلــوةً
فـهــو يـُلاقــي دائــمــاً أربــعــا
أريـــد أُنْـســاً مـثـلَـهُ أشـتـهـي
كـالـنــاسِ أن أُروى وأن أشـبـعــا
* * *
يـا سيـدي المفضـالُ: قالـوا: تَـرى
تعليـمَ مثلـي قـطُّ لـن يَنفَعـا
أغلقتَ بابا البيتِ والدَّرسِ في
وَجهي .. سألقي الدَّرسَ والموضِعَا
* * *
يا «لطف» مهمـا لُمتَنـي لـم أدَع
هـذا السلـوكَ الشائـنَ المُمتِعـا
ولتمـنـعِ التعلـيـمَ عـنِّـي كـمـا
تـهـوى فخـيـرٌ مـنـك لـــن يمـنَـعـا
* * *
أبصرتنـي مـن بيتِـهـا خـارجـاً
كالكـلـبِ أمـشـي واجـفـاً ُمسـرعـا؟
نعـم .. جـرى هـذا وإنْ تبتغِ
شهـادةً أقـوى ســل المضجـعـا
تـقـول: إنِّــي مُنكِــرٌ بعـدمـا
ألقَــتْ لـديـكَ التُّـهـمـةَ البُـرقُـعَـا
فـلْأعـتـرف ... لا نـاويــاً تـوبــةً
إنِّـــي ومَـــن سـمَّـيـتَ بـتـنـا مـعــا
1947 م
تعليقات
إرسال تعليق