الشاعر والمفكر عبد الله البردوني لافتة على طريق العيد العاشر لثورة سبتمبر
أيُّها الآتي بلا وجهٍ إلينا
لم تَعُد مِنَّا ولا ضيفاً علينا
غير أنَّا ... يا لتزيفِ الهوى
نلتقي اليوم برُغمي رغبتينا
سترانا غير من كُنَّا كما
سوف تبدو غيرَ مَن كُنَّا رأينا
أسفاً ضيَّعتنا ... أو ضعتَ مِنْ
قبضَتينا يومَ ضيَّعنَا يدينا
* * *
قبل عشرٍ كنتُ مِنا ولنا
يا تُرى كيف تَلاقينا ... وأيْنَا
أنت لا تدري ولا ندري متى
فرَّقَتنا الرِّيح أو أين التقينا
وإلى أين مضى السيرُ بنا
دونَ أن ندري ومن أينَ انثنينا
* * *
يومَ جِئنا المُلتقى لم ندرِ مِنْ
أين جِئنا وإلى أينَ أتينا
رُبَّما جئنا إليه مثلما
يطفرُ الإعصارُ سِرنا الهُوينا
رُبَّما جِئنا بلا وجهين أو
ضاعَ وجهانا ومَرأى وجهتينا
* * *
عبثا نسألُ أطلالَ المُنى
بعد بؤسِ المُنتهى كيف ابتديْنا؟
كيف ذُقنا وجعَ الميلادِ كم
ضَحِكَ المَهد لنا أو كمْ بكينا
كيف ناغينا الصِّبا ماذا انتوى
مهدُنا المشؤومُ أو ماذا انتوينا؟
* * *
لا نَعي كيف ابتدينا أو متى
كلُّ ما نذكرهُ أنَّا انتهيْنا؟
أنتَ مهما ترتدي أسماءَنا
من أعادينا ومحسوبٌ علينا
غير أنَّا كُلَّ عامٍ نلتقي
عادةً والزَّيفُ يُخزي موقفيْنا
صنعاء: 26 سبتمبر 1972 م
تعليقات
إرسال تعليق