الشاعر والمفكر عبد الله البردوني شعب على سفينة
ابريل 1946م
كهودجٍ من الضَّبابْ
من الطيوفِ، والسرابْ
تزُفُّه سفينةٌ
من الضياعِ والترابْ
ومن تخيُّل الغِنى
ومن تلهُّف الرغابْ
ومن حكايا العائدين
بالحقائبِ العجابْ
المتخمات بالحُلى
وبالعطورِ والثيابْ
وبالجيوب تحتوي
دراهماً، بلا حسابْ
لمّا أتوا تلفَّتَت
حتى القصورُ والقبابْ
حتى السهوبُ والقرى
حتى الكهوفُ والشعابْ
وكلُّ صخرٍ عندنا
وكلُّ شارعٍ وبابْ
ورغم خوفه مضى
من غربةٍ إلى اغترابْ
حشاهُ ملجأُ الطُّوى
عيناهُ مرفأُ الذُّبابْ
على الفراغ يبتدي
وينتهي دُجى العذابْ
و(مأربٌ) تساؤلٌ
متى يعودُ؟ وارتقابْ
و(حدَّةٌ) مخاوفٌ
وموعدٌ على ارتيابْ
أينثني؟ فينثني
إلى المزَارعِ الشَّبابْ
ومقلتا (سمارةٍ)
جوىً (وميتمٌ) عِتابْ
يَعي لُهاث ربوةٍ
تعدُّ أشهُر الغيابْ
وتشرئبُّ ربوةٌ
إلى محاجرِ الشِّهابْ
تهزُّ نهدَها إلى
مسافرٍ بلا إيابْ
تحطُّه جزيرةٌ
ويرتمي به عُبابْ
مسافرٌ أضنى السُّرى
وراعَ غيهبَ الذئابْ
وأقلقَ الحصى، بلا
مَدَى، وأجهدَ الهضابْ
***
من قارةٍ لقارةٍ
يجوبُ أرحبَ الرحابْ
يزهو على عيونِها
تساؤلٌ، بلا جوابْ
فينحني ويبتني
لها نواطحَ السَّحابْ
يُضيئها ولا يرى
يَشيدُها، من الخرابْ
يعيشُ عُمرَه على
أرجوحةٍ، مِن الحرابْ
أيامُه سفينةٌ
جنائزيَّةُ الذِّهابْ
تزُفُّه إلى النوى
كهودجٍ من الضَّبابْ
تعليقات
إرسال تعليق