الشاعر والمفكر عبد الله البردوني      


 

مثلما تخبط الرياحَ الرياحُ

أَدبروا، أَقبلوا، أَصاحوا، وصاحوا

مثلما تَكْمُنُ الأفاعي تخفّوا
وكما تَحْرَقُ المحاطيبُ، لاحوا..

وكما يبرد النُّحاس ويَحمى
أَشهروا، أَغمدوا، أَغذُّوا، أَراحوا

***

منعوا كل راتعٍ، كل راعٍ
أين نرعى؟ قالوا: الموامي فساحُ

كيف نرعى رَمْلاً؟ هنا سوف نرعى
تحت هذي الرماح تغلي رماحُ..

عندنا مثلُها، وأيدٍ طوالٌ
ورؤوس يئج فيها النِّطاحُ..

***

ذاك وادٍ لنبتة «الرَّند» فيهِ
ألفُ نابٍ، وللحصاة نُباحُ

كل حُرٍّ في مرتع «الشيخ عوفٍ»
غيرُ حُرٍّ، وكل ظلفٍ مُباحُ

فيه لا تحمل الفتى رُكبتاهُ
فيه لا يصحب الغُرابَ الجناحُ

***

كل هذا احتكار عوفٍ؟ وِلمْ لا!!
هل على أشمخ الجبال اقتراحُ؟

شَمِّخُوهُ، فلا سوى الحرب حتى
تمتطي لحمها إليه البطاحُ

سوف تغدون، والأسنَّةُ مَغْدىً
وتروحون والمواضي مراحُ

***

يا زُهير ابتدرتَ، بل قال عنّا
صحَّ غير الصحيح، جَدَّ المِزاحُ

ما تروْنا نموت موتاً مشوباً؟
كيف نخشى إن هبّ موتٌ صُراحُ

يا صحابي ما للرّجال مَشَمٌّ
فإذا ما أذكتْهُمُ الحربُ فاحوا

ما الذي ترتئيه يا قيس؟ عندي
أن نعي غايةً يراها الكفاحُ

حكمةُ الحرب أن تهدَّ لتبني
ليس غاياتها: أصابوا أطاحوا

كم أرَقْنا منهمْ، ومِنّا أراقوا
لا استرحنا، ولا الخصوم استراحوا

في مدى الحرب، نرتديها جِراحاً
في سوى الحرب، ترتدينا الجراحُ

1985

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية