الشاعر والمفكر عبد الله البردوني


 

حَسَناً ... إنما المهمَّةُ صَعْبَهْ
فليكنْ ... ولنمتْ بكلّ محبّهْ

يُصْبحُ الموتُ موطناً ... حينَ يُمسي
وطنٌ أنتَ منهُ، أوحشَ غُرْبَهْ

حين تُمسي من هضبةٍ بعضَ صَخْرٍ
وهي تنسى، أنّ اسمَها كانَ هَضبهْ

فلتُصلِّبْ عظامَنا الأرضُ، يدري
كلُّ وحشٍ ... أنَّ الفريسة صلْبهْ

ولنكنْ للحِمى الذي سوفَ يأتي
من أخاديدنا ... جُذوراً وتُرْبَهْ

مبدعاتٌ هيَ الولاداتُ ... لكنْ
موجعاتٌ ...، حقيقةٌ غيرُ عَذْبَهْ

***

ولماذا لا تبلعُ الصوتَ؟.. عفواً
مَنْ توقّى إرهابَهُمْ، زادَ رَهْبهْ

كيفَ نستعجلُ الرصاصَ! ونخشى
بَعْدَ هذا، نباحَ كلبٍ وكلبَهْ

هلْ يَردَّ السيولَ وحْلُ السواقي؟
هل تدَمّي قوادمَ الريحِ، ضرْبَهْ؟

أنتَ من موطنٍ يريدُ ... ينادي
مِنْ دمِ القلبِ، للمهماتِ - شَعبهْ

***

اتفقْنا ... ماذا هناكَ؟ جدارٌ
بلْ جبينٌ، عليهِ شيءٌ كقُبّهْ

ربّما «هرةٌ» تُلاحِقُ «فأراً»
ربما كانَ طائراً خلفَ حَبّهْ

إنما هلْ يَرى التفاهاتِ حيٌ؟
تلتقي أحْدَثُ الخطوراتِ قُرْبَهْ

هل تَرى مِنْ هناك؟ غزواً يقَوّي
قَبْضتيهِ، يحدُّ مليون َحَرْبَهْ

يجتذي «البنكنوتَ» يومي إليهِ
وعليهِ مِن البراميلِ جُبَّهْ

إنّهُ ذلكَ الذي جاءَ يوماً
وإلى اليومِ، فوقنا مِنْهُ سُبّهْ

***

قبلَ عامٍ وأربعينَ اعْتَنَقْنا
فوقَ «أبها» عناقَ غيرِ الأحبّهْ

والتقينا به «بنجرانَ» حيناً
والتقينا بقلبِ «جيزانَ» حِقْبَهْ

والتقينا على «الوديعَةِ» يوماً
والمنايا على الرؤوسِ مُكِبَّهْ

جاءَ تلكَ البقاعَ ... خُضْنا، هربْنا
وهيَ تَعْدُو وراءَنا مُشرئِبّهْ

إنها بعضُ لحمِنا، تَتَلوَّى
تحتَ رجليهِ، كالخيولِ المُخِبّهْ

في حَشَاها، منّا بذورٌ حَبالى
وجذورٌ ورْديّةُ النّبْضِ خِصْبَهْ

***

مالَهُ لا يَكِرُّ كالأمسِ؟ أضحَتْ
بينَ مَنْ فوقِنا، ونَعليْهِ صُحبَهْ

إنهمْ يَطْبخونَنا، كْي يَذُوقوا
عندما يُنْضِجُونَنا، شرَّ وجْبَهْ

خَصْمُنا اليومَ غيرَهُ الأمسِ طَبْعاً
البراميلُ أمركتْ «شيخَ ضَبّهْ»

عِنْدَهُ اليومَ قاذفاتٌ ونفطٌ
عندنا موطِنٌ، يرى اليومَ درْبهْ

عِنْدَهُ اليومَ خبرَةُ الموتِ أعْلا،
عندنا الآنَ، مهنةُ الموتِ لُعْبَهْ

صارَ أغْنى، صِرْنا نرى باحتقارٍ
ثروةَ المعتدي، كسروالِ «قحْبَهْ»

صارَ أقوى ... فكيفَ نقوى عليهِ
وهوَ آتٍ؟ نمارسُ الموتَ رَغْبَهْ

وندمِّي التلالَ، تغلي فَيَمْضي
كلُّ تلٍّ دامٍ، بألفينِ رُكبَهْ

ويُجيدُ الحصى القتالَ، ويدري
كلُّ صخرٍ، أنَّ الشجاعةَ درْبَهْ

يَصْعُبُ الثائرُ المضَحّي ويقوى
حينَ يدري، أنَّ المهمةَ صَعْبَهْ

فبراير 1975م

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية