الشاعر والمفكر عبد الله البردوني


 

سيدي: هذي الروابي المُنتِنَهْ
لمْ تعدْ كالأمسِ، كسلى مذْعنهْ

«نُقمٌ» يهجسُ، يُعلي رأسَهُ
«صَبرٌ» يهذي، يحدُّ الألسنَهْ

«يسَلِحٌ» يُومي، يرى ميسرةً
يرتئي «عيبان»، يرنو ميمنَهْ

لذَرى «بعَدانَ» ألفا مقلة
رفَعَتْ، أنفاً كأعلى مِئذنَهْ

***

أقتلوهم، واسجنوا آباءهمْ
واقتلوهمْ، بعد تكبيلِ سَنَهْ

أمرُكُمْ لكنْ! ولكنْ مثلهم
سيّدي: هذي أسامي أمكنهْ

همْ شياطينٌ، أنا أعرفُهُمْ
حينَ أسطو، يدّعونَ المسكنهْ

«صَبِرٌ» وَغْدٌ، أنا رقّيتُهُ
كانَ خبّازاً، أحِلْهُ مَعجنهْ

«نُقمٌ» كانَ حصاناً لأبي
إطحنوهُ علَفاً للأحصنهْ

اقتلوا «يسلح» ألفيْ مرةٍ
إسحبوا. «عيبان» حتى «موسنَنهْ»

إقلعوا «بعدانَ» من أعراقِهِ
انقلوا نصفَ «بكيلٍ» مَقَبنهْ

***

أمرُكُمْ لكنْ! ولكنْ إقطعوا
رأسَهُ، دعْ عنكَ هذى اللكنَنهْ

عنْ أبي، عن جدّهِ مملكتي ...
طلقةٌ بتّتْ خيوطَ العنعنهْ

سيدي: إطلاقُ نارٍ، ربّما
ثورةٌ، قل تسلياتٌ محزنَهْ

***

هاجسٌ في صدرِ مولانا: أتتْ
مَن تخوّفتُ، أكانتْ ممكنهْ؟

آخرُ الهمسِ، سكوتٌ أو لظى
أولُ العزفِ المدّوي دَندنهْ

الجهاتُ الأربعُ احمرَّتْ، عوَتْ
السماءُ الآنَ، صارتْ مَدْخنهْ

مهرجانٌ دمويٌّ ... ما الذي
شَبَّ عينيهِ؟ ومَنْ ذا لوَّنَهْ؟

الشياطينُ الذينَ انفلتوا
عرفوا أدهى فنونِ الشيطنَهْ

***

إمضِ يا جنديْ ومزّقهمْ ... نعمْ
فرصةٌ أخرجُ، أرمي السلطنهْ

أُشعِرُ الثوّارَ أنّي منهمو
سوفَ تبدو سيئاتي حسنهْ

لستُ من عائلةِ الأسيادِ يا
إخوتي، إني مثنّى «مُحصنهْ»

إنني سيفٌ لمنْ يحملُني
خادمُ الأسيادِ، كلُّ الأزمنهْ

***

كنتُ في كفَّي «أبي جهلٍ » كما
كنتُ في تلكَ الأكفِّ المؤمنهْ

في فمي «أرجوزتا هندٍ» كما
في فمي «الأعرافُ» و«الممْتحنَهْ»

كنتُ في كفَّي «يزيدٍ» شعلةً
في يدِ «السّبطِ» شظايا مثخنهْ

وتمصعبتُ بكفّي «مصعبٍ»
و«لمروانَ» حذقتُ المرونَهْ

أعرفُ الموتَ«مقاماتٍ» هنا
ها هنا أشدو المنايا «المَيجنَهْ»

***

ينتضيني، من يسمَّى سيِّداً
أو هجيناً، واليدُ المُستهجنَهْ

إنني للمعتدي، بي يعتدي
للمضحّي، بي يُفدّي موطنهْ

حينَ قُلْتُمْ - ثورةٌ شعبيةٌ -
جئتُكمْ أشْتاقُ كفاً متقِنهْ

رافضاً كالشعبِ أنْ يدميَني
«أخزمٌ» ثانٍ جديدِ « الشَّنْشَنهْ»

****

عَلَّمتْ خَطويْ حماساتُ الذُّرى
قلقَ الريحِ وفنَّ المكننهْ

لا عيالي شكّلوا مبخلةً ...
ليديّا، لا بناتي مَجبنَهْ «1»

صرتُ غيري، ولعيَنَيْ موطني
صغتُ جرحي أنجماً مستوطِنهْ

عن مماتي: وردةٌ تحكي، وعن
مولدي في الموتِ تُنبي سوسنَهْ

***

فترةً، ارتدَّ مولانا إلى ...
ألفِ مولى، سلطناتٍ «كَومَنهْ» «2»

أيُّ نفعٍ يَجْتَني الشّعبُ إذا،
ماتَ «فرعونُ» لتبقى الفرعنَهْ؟

نَفْس ذاكَ الطبلِ، أضحى ستّةً
إنما أخُوى وأعلى طنطنهْ

يمّنوني، يسّروني، توّجوا،
مَنْ دعوها الوسَطَ المّتزنَهْ

جاءنا المحتلُّ، في غيرِ اسمِهِ
لبسَتْ وجهَ النبي القَرْصنَهْ

سادتي عفواً! ستبدو قصتي
عندكمْ عاديّةً، مُمْتَهنَهْ

***

كنتُ سجّاناً أدقُّ القيدَ عن
خبرةٍ، صرتُ أُجيدُ الزنزنهْ

أَقتلُ المقتولَ، أُدميهِ إلى ...
أن أرى الأسرارَ، حُمراً مُعلنهْ

***

قدْ تطوّرتُ، على تطويرهمْ
وأنا نفسُ الأداةِ المُوهَنهْ

مِحْنتي أنّي ـ كما كُنتُ ـ لمنْ
هزَّني، مأساةُ عمري مُزْمِنَهْ

أكتوبر 1976م

«1» مبخله: أسباب البخل. مجبنه: أسباب الجبن، في الأثر: الأولاد مجبنة مبخلة
«نقم» و«عيبان» جبلان مطلان على «صنعاء».
«صبر» جبل مطل على «تعز»/«يسلح» ربوه بين منطقة صنعاء والمناطق الوسطى.
«موسنه» منطقة تبعد عن «عيبان» بأكثر من 100 كيلومتر.
«بعدان» مجموعة جبال محزمة بالقرى والحقول.
«مقبنه» منطقة قريبة من «تعز» كانت تخضعها وما حولها رجال منطقة «بكيل» الواقعة شمال «اليمن».
«الكومنه» دعوى الشجاعة في اللهجة المحلية.
«الشنشنه» الطبيعة او العادة السيئة وفيها إشارة إلى المثل العربي «شنشنه أعرفها من أخزم» تعبيراً عن العقوق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية