الشاعر والمفكر عبد الله البردوني مغني .. تحت السكاكين
بعينيهِ حُلمُ الصبايا، وفي
حناياهُ، مقبرةٌ مستريحهْ
***
لنيسانَ يشدو، وفي صدرهِ
شتاءٌ عنيفٌ ... طيورٌ جريحهْ
بلادٌ، تَهِمُّ بميلادها...
بلادٌ تموتُ، وتمشي ذَبيحهْ
بلادانِ، داخِلهُ هذهِ
جنينٌ، وهذي عجوزٌ طريحهْ
وآتٍ إلى مَهْدِهِ يشرَئِبُّ
وماضٍ يَئِنُّ. كثكلى كَسيحَهْ
زمانانِ، داخِلَهُ: يغتلي
دجىً كالأفاعي... وتندى صبيحَهْ
ورغْمَ صريرِ السّكاكينِ فيهِ
يُغنّي. يُغنّي... وينسى النصيحهْ
فَتَخْضَرُّ عافيةُ الفنّ فيهِ
وأوجاعُهُ وحدَهُنَّ الصحيحهْ
أيا شمعةَ العمرِ ذوبي... يُلحُّ
فَتَسْخو وتومي: أأبْدوُ شحيحهْ؟
فُيولَدُ في قَلبهِ كلَّ يومٍ...
ويحملُ في شفَتَيْهِ ضريحَهْ
***
يوالي، فيرْفِضُ نِصفَ الولاءِ
ويُبدي العداواتِ، جَلوى صريحهْ
لهُ وَجْهُهُ الفرْدُ... لا يرتدي
وجوهاً تُغطّي الوجوهَ القَبيحَهْ
***
يُعرّي فضائحَ هذا الزمانِ
ويَعْرَى، فيبدو كأنقى فَضيحَهْ
تَرَى وجْهَها الشمسُ فيهِ كما
تَرَى وجْهَها، في المرايا المليحهْ
يناير 1975م
تعليقات
إرسال تعليق