الشاعر والمفكر عبد الله البردوني شاعرٌ .. ووطنه في الغربة


 

كان صُبحُ الخميس أو ظُهرً جُمعَهْ
أذْهلْتَنِي عني عن الوقت لوعَهْ

دهشةُ الراحل الذي لم يُجَرِّبْ
طعم خوفِ النَّوى ولا شوقَ رَجعَهْ

حين نادت إلى الصُّعودِ فتاةٌ
مثل أختي بُنِّيَّة الصَّوت، رَبعَهْ

منذ صارت مُضِيفةً لقَّبوها
(سوزَنَا) واسمها الطفوليُّ (شَلعَهْ)

***

إنَّ عصريَّةَ الأسامي علينا
جلدُ فيلٍ على قوامِ ابنِ سَبعَهْ

هل يُطرِّي لونَ العناوين سِفراً
ميِّتا زَوَّقَتْهُ آخرُ طَبعَهْ

***

حان أنْ يُقلع الجناحان … طِرنا
حفنةً مِن حَصى على صدرِ قلعَهْ

مقعدي كانَ وشوشاتِ بلادي
وجهُ أرضي في أدْمُعي ألفُ شَمعَهْ

ووصلْنا … قُطِّرت مأساةُ أهلي
من دمِ القلبِ دمعةً بعد دمعَهْ

***

زعموني رفعتُ بَندَّ التَّحدِّي
واتَّخذْتُ القتالَ بالحرف صنعَهْ

فلْيَكن … ولْأمُتْ ثلاثين موتاً
كلمَّا خُضتُ سِتَّةً هاجَ تِسعَهْ

كلمَّا ذُقتْ رائعاً من مماتي
رُمتُ أقسى يداً وأعنفَ روعَهْ

***

ألأنِّي يا موطني … أتجزَّأ
قِطعاً من هواكَ في كلِّ رُقعَهْ

نعتوني مُخرِّباً أنتَ تدري
أنَّها لن تكون آخر خِدعَهْ

عرفوا أنَّهم أُدِينوا فسَنُّوا
للجواسيسِ تُهمةَ الغيرِ شِرعَهْ

عندما تفسُدُ الظُّروفُ تُسمَّى
كلّ ذكرى جميلةٍ سوءَ سُمعَهْ

يُظلِمُ الزَّهرُ في الظلام ويبدو
مثلَ أصفى العيونِ تحت الأشِعَّهْ

***

يا رحيلي هذي بلادي تُغنِّي
داخلي تغتلي تدقُّ بسرعَهْ

كنتُ فيها ومذْ تغيبتُ عنها
سكنَتني من أرضها كلُّ بُقعَهْ

إلتَقَتْ فِيَّ (صعدةٌ) و(المُعلَّا)
القطاعاتُ داخلي صِرنَ قِطعَهْ

صرتُ للموطن المُقيم بعيداً
وطناً راحلاً، أفي الأمرِ بِدعَهْ!؟

أحتسي موطني لظَىً، يحتسيني
من فمِ النارِ جُرعةً إثر جُرعَهْ

في هواهُ العظيمِ أُفنَى، وأُفنَى
والعذابُ الكبيرُ أكبرُ مُتعَهْ

1973 – 1974م

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

4- قبائل تشترك مع الزرانيق في الأرض و التاريخ و المعتقد و الفلكلور و العادات و التقاليد و ارتضت الانضواء في الاتحاد الكونفدرالي " الزرانيق " لأغراض الحماية و المكاسب الاقتصادية