الشاعر والمفكر عبد الله البردوني عيد الجلوس
جمادي الآخرة 1378هـ
وجهت هذه القصيدة إلى الطاغية أحمد في عيد جلوسه
هذا الصباح الراقص المتأود
فتن مهفهفة وسحرٌ أغيــــــدُ
ومباهج ما إن يروقك مشهد
من حسنه حتّى يشوقَك مشهد
الفجر يصبو في السفوح وفي الربى
والروض يرشف النّدى ويغــــــــرّد
والزهر يحتضن الشعاع كأنّه
أمّ تقبّل طفلها وتهدهـــــــــــد
في مهرجان النور لاح على الملا
عيد يبلوره السنا ... ويـــــــــورّد
فهنا المفاتن والمباهج تلتقي
زمراً تكاد من الجمال تزغرد
***
عيد الجلوس أعر بلادك مسمعاً
تسألك أين هناؤها؟ هل يوجد؟
تمضي وتأتي والبلاد وأهلها
في ناظريك كما عهدت وتعهد
يا عيد حدّث شعبك الظامي متى
يروَى؟ وهل يَروى وأين المورد؟
حدّث ففي فمك الضحوك بشارة
وطنيّة، وعلى جبينك موعد
فيم السكوت ونصف شعبك ها هنا
يشقى، ونصف في الشعوب مشرّد
يا عيد هذا الشعب، ذلّ نبوغه
وطوى نوابغه السكون الأسود
ضاعت رجال الفكر فيه كأنّها
حلم يبعثره الدجى ويبدّد
***
للشعب يوم تستثير جراحه
فيه ويقذف بالرقود المرقد
ولقد تراه في السكينة .. إنّما
خلف السكينة غضبة وتمرّد
تحت الرماد شرارة مشبوبة
ومن الشرارة شعلة وتوقد
لا، لم يلم ثأر الجنوب وجرحه
كالنار يبرق في القلوب ويرعد
لا، لم ينم شعب يُحرّق صدره
جرح على لهبِ العذابِ مسّهدُ
شعب يريد ولا ينال كأنّه
ممّا يكابد في الجحيم مقيّد
***
أهلاً بعاصفة الحوادث، أنّها
في الحيّ أنفاس الحياة تردّد
لو هزّت الأحداث صخراً جلمداً
لدوى وأرعد باللهيب الجلمــد
بين الجنوب وبين سارق أرضه
يــــوم تؤرّخـــه الدما وتخلّــــد!
الشعب أقوى من مدافع ظالم
وأشدّ من بأس الحديد وأجلد
والحقّ يثني الجيش وهو عرمرم
ويفلّ حدّ السيف وهو مهنّد
لا أمهل الموت الجبان ولا نجا
منه، وعاش الثائر المستشهد
يا ويح شرذمة المظالم عندما
تُطوى ستائرها ويفضحها الغد!
وغدا سيدري المجد أنّا أمّة
يمنيّة شمّا، وشعب أمجد
وستعرف الدنيا وتعرف أنّه
شعب على سحق الطغاة معوّد
فليُكبت المستعمرون بغيظِهم
وليخجلوا، وليخسأ المستعبد
***
عيد الجلوس وهل نصّت لشاعر
هنّاك وهوعن المسرّة مُبعد؟
فاقبل رعاك الله تهنئتي وإن
صرخ النشيد وضجّ فيه المنشد
واعذر إذا صبغ التنهّد نغمتي
بالجرح فالمصدور قد يتنهّد
تعليقات
إرسال تعليق